تطوير نظام الدراسه في التعليم الجامعي في مصر
عين شمس سحر مصطفي احمد مصطفي البنات أصول التربية دكتوراه 2002
"العملية التعليمية هى مجموعة الجهود والأعمال التى تبذلها الجامعة لتحقيق أهدافها، أى أنها وسيلة الجامعة لتحقيق أهدافها، ولا تتم العملية التعليمية تلقائيا بلا ضوابط أو أصول، وإنما يجب أن تؤدى فى إطار نظام دراسى له أحكامه وضوابطه لكى تحقق الجامعة أهدافها.
وتنقسم النظم الدراسية إلى نوعين رئيسيين: الأول يعتمد على تحديد فترة زمنية للدراسة، والثانى يعتمد على تحديد منهج دراسى معين ولا يتقيد كثيراً بمدة الدراسة، وينتمى إلى النوع الأول نظام السنة الدراسية الكاملة، ونظام الفصول الدراسية، ونظام المراحل الدراسية بينما ينتمى إلى النوع الثانى نظام الساعات المعتمدة.
ويكمن نجاح أى نظام دراسى فى مقدرته على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية التى تواجه تعليمنا الجامعى، وبتأمل هذه المتغيرات نجد أنه من الواجب أن نسعى لاختيار نظام دراسى جديد يتلاءم وخصوصية مجتمعنا العربى الإسلامى، ويساعد الطالب على متابعة التطور التكنولوجى.
مشكلة الدراسة:
بمراجعة التراث البحثى الخاص بالموضوع، نجد أن شعبان حسين وفضل إبراهيم قاما بنشر بحث لهما عام 1992، توصلا فيه إلى أن نظام الفصلين الدراسيين أكثر مناسبة كنظام دراسى لتطوير العملية التعليمية. إلا أن نتائج دراسة أسماء عبد المنعم 1994 كانت مخالفة لنتائج الدراسة السابقة، حيث اتضح أن اتجاه الطالبات نحو نظام الفصلين الدراسيين كان سلبياً، حيث لم تفضله سوى 34% من الطالبات.
ومن الدراسات الحديثة فى هذا المجال، دراسة إيناس عبد الفتاح أحمد 1997، حيث كشفت نتائجها عن أن تقبل نظام الفصلين غير مطروح لدى عينات الدراسة الثلاث: الطلاب والأساتذة والإداريين، كما توصل محمد عوض عبد السلام 1997، إلى أن نظام الفصلين الدراسيين يحمل فى طياته بعض الايجابيات والسلبيات لكل من أعضاء هيئة التدريس والطلاب، ويرى الباحث أن هذه السلبيات لا ترجع إلى فكرة النظام نفسه بل إلى أخطاء التطبيق مع قلة الإمكانات اللازمة لتوفير مقومات نجاحه.
ونظراً لاختلاف نتائج الدراسات المتصلة بالموضوع وعدم اتفاقها حول جدوى تطبيق نظام الفصلين الدراسيين، وكذلك عدم اتفاق آراء الأساتذة والمختصين بشأنه، فإن واقع الأمر يفرض علينا ضرورة إجراء مزيد من الدراسات التقويمية سعياً لإيجاد نظام تعليمى يمكن من تحقيق الأهداف المأمولة من العملية التعليمية، وأيضا بهدف تطوير الأنظمة التعليمية بالجامعات المصرية فى ضوء إمكانات المجتمع المصرى والجامعات.
تساؤلات الدراسة:
تحاول الدراسة الإجابة عن التساؤل الرئيسى التالى:
كيف يمكن تطوير نظام الدراسة فى التعليم الجامعى فى مصر؟
وتتفرع منه الأسئلة التالية:
1- ما المتغيرات العالمية والمجتمعية التى تؤثر على التعليم الجامعى بمصر؟
2- كيف تطورت النظم الدراسية بالتعليم الجامعى؟
3- ما نظم الدراسة المتبعة فى التعليم الجامعى؟ وما جوانب العملية التعليمية المرتبطة بتلك النظم؟
4- ما إيجابيات وسلبيات نظام الفصلين الدراسيين المطبق بالجامعات المصرية؟
5- ما التصور المقترح لتطوير نظام الدراسة بالتعليم الجامعى بمصر؟
حدود الدراسة
شملت الدراسة كل أنماط النظم الدراسية فى إطارها النظرى، بينما اقتصرت الدراسة الميدانية على تحليل نظام الفصلين الدراسيين المطبق حاليا بالجامعات المصرية فى معظم كلياتها.
كما اقتصرت الدراسة فى الجزء الميدانى على:
- جامعة عين شمس كممثلة للجامعات الحكومية باعتبارها من أقدم الجامعات المصرية.
- كليات الآداب والعلوم والبنات (الأقسام التربوية)، حيث تمثل هذه الكليات التخصصات الأدبية والعلمية.
- طلاب الفرق النهائية، حيث إن لديهم الخبرة الكافية بالنظام.
منهج الدراسة:
استخدمت الدراسة المنهج الوصفى فى دراسة أنماط النظم الدراسية المتبعة فى الجامعات، وتفسير الظروف والمتغيرات التى تحيط بالتعليم الجامعى، والكشف عن واقع تطبيق نظام الفصلين واستقرائه.
فصول الدراسة:
جاءت الدراسة فى ستة فصول على النحو التالى:
الفصل الأول:
الإطار العام للدراسة بما اشتمل عليه من مشكلة الدراسة وتساؤلاتها وأهدافها وأهميتها وحدودها والمنهج المتبع والأدوات والعينة، وتحديد المصطلحات، ثم الدراسات السابقة.
الفصل الثانى:
وتعرض هذا الفصل للمتغيرات المجتمعية المؤثرة على التعليم الجامعى فى مصر وشملت: المتغيرات العالمية، المتغيرات المحلية، متغيرات خاصة بالتعليم الجامعى.
الفصل الثالث:
تناول تطور نظم الدراسة فى التعليم الجامعى، بدءاً من نشأة التعليم الجامعى فى مصر القديمة واليونان، ثم شروق الإسلام وظهور النظام الاختيارى، وتلى ذلك دراسة نظم الدراسة بالجامعات فى دول الغرب من بداية القرن السادس عشر وانتهاءً بالقرن العشرين. ثم تمت دراسة تطور نظم الدراسة بالتعليم الجامعى بمصر.
الفصل الرابع:
وتضمن جوانب العملية التعليمية المرتبطة بالنظم الدراسية وشملت الجوانب الأكاديمية والاجتماعية والنفسية والإدارية والاقتصادية.
الفصل الخامس:
تناول إجراءات الدراسة الميدانية، التى شملت إعداد أداة الدراسة وهى الاستبيان الذى استهدف التعرف على مزايا وعيوب نظام الفصلين من وجهة نظر الأساتذة والطلاب، والتعرف على آراء الأساتذة فى بعض الإجراءات لتطوير هذا النظام، كذلك شمل الفصل إجراء الصدق والثبات للاستبيانين، واختيار أفراد العينة، كما تضمن تحليل البيانات إحصائياً باستخدام النسب المئوية ومعادلة كا2، وأخيراً تناول الفصل تفسير النتائج فى ضوء الإطار النظرى والدراسات السابقة.
الفصل السادس:
وشمل تصوراً مقترحا لتطوير نظام الدراسة فى التعليم الجامعى فى مصر، حيث تناول أسس هذا التطوير، وبعض البدائل المقترحة لتطوير نظام الدراسة فى جامعاتنا.
نتائج الدراسة:
- اتفق أفراد العينة على أن نظام الفصلين يتمتع بمزايا منها:
أنه جعل الطلاب أكثر جدية فى عملهم.
أنه يؤدى إلى زيادة جهد الطلاب والأساتذة فى أعمالهم.
- اتفق أفراد العينة على أن نظام الفصلين له عيوب منها:
قصر مدة الفصل الدراسى.
قلة استيعاب الطلاب للمناهج الدراسية.
التقليل من استخدام الأساتذة للوسائل التعليمية فى ظل هذا النظام.
إخفاق النظام فى تدعيم الجوانب الاجتماعية والنفسية للأساتذة والطلاب.
إهدار نظام الفصلين لوقت الدراسة، ولوقت الأستاذ الجامعى.
يزيد النظام من التكلفة المالية بما لا يتناسب مع ظروفنا وإمكاناتنا.
- اتفقت آراء الأساتذة على معظم الإجراءات المقترحة لتطوير نظام الفصلين الدراسيين فى مجال المقررات الدراسية، ومجال التقويم، ومجال طرق التدريس، وفى الجوانب الاجتماعية والنفسية، وفى مجال تحجيم الهدر فى العملية التعليمية.
وانتهت الدراسة بوضع تصور مقترح لتطوير نظام الدراسة فى تعليمنا الجامعى شمل الأسس التى انطلق منها التطوير وهى: الانطلاق من الفلسفة الاجتماعية الإسلامية، والاستيعاب الناقد للمتغيرات العالمية، ومراعاة ظروف وإمكانات الدولة.
واقترحت الدراسة مجموعة من البدائل لتطوير نظام الدراسة بتعليمنا الجامعى."
مشاركة عبر
أخر الإضافات
أخر الملخصات المضافة