"مفهوم الأنواع الطبيعية : دراسة فى أنطولوجيا العلم"
عصام محمود بيومى عين شمس الآداب الدراسات الفلسفية دكتوراة 2005
"يتناول هذا البحث بالتحليل مفهوم الأنواع الطبيعية بوصفه مفهوما أنطولوجيا ، وهو يناقش هذا المفهوم عند كل الفلاسفة الذين تناولوه بالدراسة ، كما أنه يقدم رؤية نقدية لآرائهم .
ويمكن تقسيم هؤلاء الفلاسفة إلى فريقين ؛ فهناك أولا الواقعيون الذين يعتقدون بوجود أنواع طبيعية باستقلال عنا ، وهناك ثانيا الاصطلاحيون الذين يذهبون إلى أن كل الأنواع التى نميزها هى من صنع الذهن وأنه لا يوجد تمييز بين الأنواع الاصطلاحية والأنواع الطبيعية .
إن البحث يهدف إلى تحليل حجج الفريقين ونقدها من أجل ترجيح رأى على الآخر ، ومن ثم فهو يعتمد على المنهج التحليلى والمنهج النقدى من أجل تحقيق هدفه .
وينقسم البحث إلى مقدمة وفصل تمهيدى وستة فصول ، بالإضافة إلى الخاتمة وثبت المراجع . ونتناول فى المقدمة تعريف إشكالية البحث باعتبارها إشكالية أنطولوجية فى الأساس تهدف إلى الإجابة عن التساؤل "" هل توجد أنواع فى الطبيعة ؟ "" .
ونناقش فى الفصل التمهيدى مبحث أنطولوجيا العلم من حيث طبيعته والمشكلات التى يتعرض لها ، بالإضافة إلى محاولة تبرير مشروعيته .
أما الفصل الأول فندرس فيه نظريات الأنواع الطبيعية التى تحاول تعريف مفهوم الأنواع الطبيعية ، وقد وجدنا أربعة تعريفات مختلفة للأنواع الطبيعية هى مفهوم التشابه وقوانين الطبيعة ومفهوم الماهية ومفهوم الخصائص .
ونقدم فى الفصل الثانى تحليلا لمفهوم الأنواع الطبيعية لدى جون ستيوات مل الذى كان أول من صاغ هذا المفهوم بصورته الحديثة .
وفى الفصل الثالث نتناول بالتحليل والنقد حجج لوك ضد الأنواع الطبيعية، ونبين كيف يمكن للواقعى أن يَرُدّ عليها .
أما الفصل الرابع فنحاول أن نحلل فيه انتقادات المعارضين للواقعية لمفهوم الأنواع الطبيعية .
ويأتى الفصل الخامس حيث نناقش فيه إلى أى مدى تُعتبر الأصناف البيولوجية أنواعا طبيعية ، وقد ركّزنا فيه على نظرية دوبريه التعددية .
أخيرا نتناول فى الفصل السادس النظرية العلية للإشارة وما تستلزمه هذه النظرية بالنسبة للأنواع الطبيعية .
وينتهى البحث بخاتمة نعرض فيها لأهم نتائج البحث ، ولعل أهم هذه النتائج ما يلى :
1 – الواقعية : توجد أنواع واقعية فى الطبيعة ، ويمكن تعريف هذه الأنواع فى النقاط التالية :
أ – هناك خصائص واقعية فى الطبيعة موجودة باستقلال عنا .
ب – تميل هذه الخصائص إلى أن تتجمع بحيث تشكل وحدة ، أعنى نوعا .
ج – توجد فجوات بين الأنواع الطبيعية .
2 – التصنيف الطبيعى : هناك تصنيف طبيعى يقدمه العلم الحديث ، وتُقاس طبيعيته بقدرته التنبؤية ، أعنى أنه قادر على التنبؤ بوجود أنواع طبيعية لم تُكتشف من قبل .
3 – الخصائص الماهوية : إن الاعتقاد فى وجود أنواع طبيعية يستلزم التسليم بوجود خصائص ماهوية لهذه الأنواع ، أعنى خصائص لا يمكن أن يفقدها النوع بدون أن يتوقف عن أن يكون هو نفسه .
4 – الأصناف البيولوجية ليست أنواعا طبيعية : من الأفضل رؤية الأصناف على أنها أفراد . وقد استنتجنا أن الأصناف تختلف عن الأمثلة الأخرى للأنواع الطبيعية مثل الجسيمات دون الذرية والعناصر والمركبات الكيميائية .
5 – التعددية : هناك تعددية أنطولوجية مصدرها أن الأنواع فى العلوم الأعلى مستوى لا يمكن ردها إلى الأنواع فى العلوم الأدنى مستوى .
6 – عدم فصل الإشارة عن التصنيف : إذا أردنا تحديد إشارة حدود الأنواع الطبيعية فلابد أن نأخذ فى الاعتبار وضع النوع الذى يُطلق عليه الحد فى التصنيف الإجمالى للأنواع الطبيعية"