ظاهرة التحولات الفكرية نحو التوجه الإسلامى فى مصر فى النصف الثانى من القرن العشرين

هاني على حسن حسين نسيره, ,القاهرة, دار العلوم الفلسفة المصرية ,ماجستير 2008 282

 

        بينما أعلن وأكد بعض هؤلاء المتحولين توجهاتهم الجديدة ، فى كتابات تحتوى نقداً ذاتياً لأطروحاتهم وقناعاتهم السابقة ، ظلت تحولات البعض الآخر غير واضحة ، توفر مجالا للخلاف والسجال حولها ، حيث يؤيدها البعض بينما ينكرها البعض الآخر ، وهو ما جعل دراسة حقيقية هذه التحولات ، بل وتحقيق صدقها من زيفها ، بحاجة لدرس علمي وموضوعي دقيق .

شغلتني هذه التحولات ، وتوالت أسئلتها عندي ، منذ وقت مبكر ، السؤال حول كل من أبعادها التفسيرية والتأثيرية ، خاصة فى مجال الفكر الأسلامى الذي هو مجال هذه الدراسة ، خاصة مع شيوع نماذج التحولات إليه تحديداً ، وهو ما ترافق مع صعود ما يسمى ظاهرة الصحوة الإسلامية ، أي التحول والتمظهر الإسلامي الاجتماعي والسياسي فى المجتمع ككل ، وليس فقط فى صفوف عديد من أفراد النخبة ، التي باتت مراجعتها لموقفها من الدين ومجاله العام ، محل حضور كبير ومؤثر منذ نهاية السبعينات ، وهو ما جعل التحول نحو التوجه الإسلامي من قبل العديدين يمثل ظاهرة مترافقة معها فى الآن نفسه .

تعددت المداخل التفسيرية لهذه التحولات ، منها المداخل الذاتية والشخصية كالعمر والسن وصراع الوجود والموت ، التي ينشط فيها حدوث التحولات الإيمانية ، حيث إن كثيرا من التحولات تأتى فى آخر العمر ، أو فى مراحل حرجة من الصراع مع الحياة ، مثل حوادث المرض ومرحلة الشيخوخة ، وافتقاد المعنى والطمأنينة النفسية والروحية ، والاغتراب عن الجماعة ، ومحاولة الاندماج فيها أو العودة إليها .


 


انشء في: ثلاثاء 3 مارس 2015 13:34
Category:
مشاركة عبر