سلبيات إعداد الموقف التعليمي لطالب التربية العملية وأثرها في تكوينه المهني كمعلم تربية فنيـة

شيماء أحمد إبراهيم محمد عين شمس التربية النوعية التربية الفنية دكتوراه 2008

                                                "تحتل قضية إعداد المعلم مساحة كبيرة علي ساحة الفكر التربوي ، وعلي الرغم من أنها تعد من القضايا التقليدية ، إلا أنها ما تلبث أن تطرح طرحاً جديداً مع كل تطور أو تغير في أي بعد من أبعاد النظام التعليمي نظراً لاعتبارها حجر الزاوية من جهة ، ويتوقف عليها نجاح عملية التطوير من جهة أخرى (1) .

ويعد المعلم أحد العناصر الأساسية والفعالة في أي نظام تعليمي ، وذلك لكونه يمثل أكبر مدخلات العملية التعليمية تأثيراً علي نوعية التعليم واتجاهاته ، كما أنه يعد أحد المحددات الرئيسية لنجاح أو فشل النظم التعليمية في تحقيق أهدافها .

وانطلاقاً من هذا الدور الهام للمعلم ، ومن دراسات تشير إلي أن الإعداد الجيد للمعلم يمكنه – في أغلب الأحيان – من تعويض الخلل في العناصر المادية الأخرى للعملية التعليمية فقد اهتمت الدول علي اختلاف توجهاتها السياسية ، ومستوياتها الاجتماعية والاقتصادية ، بإنشاء المؤسسات المتخصصة في إعداد المعلم منذ عشرات السنين ، كما اهتم التربويون في تلك المؤسسات ببذل الجهود التي تستهدف بحث سبل الإعداد الجيد لذلك المعلم (2) .

وبدون معلمين معدين إعداداً جيداً ، ومؤهلين تأهيلاً كافياً لا تكون لأي من هذه العوامل الأثر المرجو منها ، ويعتمد تحسين نوع التعليم بدرجة كبيرة علي المعلمين أكثر من اعتماده علي التنظيم والإدارة ، فعلي عاتق المعلمين تقع المسئولية الكاملة لتحقيق أهداف التعليم ، ومهما تحدثنا عن تطوير العملية التربوية فإن المعلم الجيد يمثل دائماً شرطاً رئيسياً منها ، وكم من منهج لا يراعي طبيعة النمو النفسي للتلاميذ انقلب أداة تربوية هامة في يد معلم قدير ، بينما قد ينقلب منهج تربوي في يد معلم غير كفء إلي خبرات مفككة لا قيمـة لها ، فـإذا لم يكن المعلم ذا ثقافة عالية ومعداً إعداد سليماً ، فإنه يعجز عن أن يقوم بأداء دوره التـربوي بنجاح وعن فهم مشكلات التلاميذ ومواجهتها (1) .

فدور المعلم في التربية الحديثة لا يتوقف علي إكساب المعلومات المنهجية للتلاميذ ، بل يتعداها ليشمل جوانب الشخصية ككل متكامل ، ومن المسلم به أن المعلم هو حجر الزاوية في العملية التعليمية ، وأن مسألة إعداده وتأهيله لمهنة التدريس في الكليات والمعاهد المتخصصة تعد من الأمور ذات الأهمية لتطوير وتحديث الأنظمة التعليمية (2) .

ولهذا أصبح من الأمور الأساسية بين العديد من الأنظمة التعليمية ، السعي لرفع مستوى أداء معلميها وتطوير كفاءاتهم وزيادة فاعلياتهم وبالنظر إلي عملية إعداد المعلم في كليات التربية نجد أنها ترتكز علي جوانب ثلاثة رئيسية هـي :

أ ـ الجانب الثقافي العام .

ب ـ الجانب العلمي التخصصي .

ج ـ الجانب المهني التربوي .

وسنتناول في هذا البحث التكوين المهني للمعلم فإنه لا يقل عن تكوينه علمياًٍ وثقافياً ولذا فإن البرنامج المهني ، والذي يمثل أحد أركان المنهج الدراسي للمعلم ينبغي أن يحقق هدفاً من الأهداف التربوية ، وهو تنمية فهم معلم المستقبل للمفاهيم التي ترتبط بطبيعة عمله التربوي ، وبالتالي فإن معرفة وفهم المفاهيم التي يستند عليها العمل المهني للمعلم من الضروريات المهمة كي يؤدي دوره التربوي كمرب ومعلم ."


انشء في: أربعاء 25 يناير 2012 18:26
Category:
مشاركة عبر