بدائل مقترحه لتطوير الدور القيادي في ضوء اتجاهات القياده
قاسم عائل عيده الحربي عين شمس ,التربية اصول تربية , دكتوراه 2003 ,
" يشهد عالم اليوم تحولات عديدة، وتطورات متسارعة، وتغيرات متلاحقة في شتى مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية، ولقد صحب ذلك تغييرات جذرية في أنماط الحياة والسلوك الإنساني، وفي ظل هذه التغيرات والتحولات انبثقت نظم جديدة لديها صلاحية أكبر للبقاء، وقدرة أعلى على مواجهة تلك التحولات والتطورات والتغيرات، نظم تمتلك مواصفات وإمكانات جديدة تمنحها القدرة على التكيف مع تلك التحولات المتسارعة.
لذلك تزايدت الدعوات لإصلاح النظم التعليمية، وتجديد محتواها وأساليبها، استجابة للتحديات والمتغيرات المستجدة، حيث يمثل التعليم الركيزة الأساسية لتطوير المجتمعات ونموها، سواءً كان ذلك على مستوى الإدارة التعليمية أو على مستوى المدرسة، فإن لمدير المدرسة دوراً قيادياً فعّالاً ومتعدد الجوانب، يشمل جميع جوانب العملية التربوية والتعليمية داخل المدرسة وخارجها، فهو القائد والمشرف المقيم، والمسئول المباشر عن سير نظام العمل في مدرسته بأساليب حديثة تحقق الأهداف المرجوة منها.
فبالنظر إلى إدارة المدرسة وما تتضمنه من عمليات إدارية مثل: صنع القرار، والاتصال الإداري، والحفز، وتقويم الأداء، يلاحظ أن البادئ لهذه العمليات ومحركها هو المدير، نظراً لتربعه على قمة الهرم الإداري باعتباره قائداً لجماعة العاملين بالمدرسة، ومديراً يقوم بعدد من الوظائف والأنشطة؛ مما يعكس دوره القيادي، ويجعله ركناً أساسياً في المدرسة.
وفي هذا السياق تشير أدبيات الإدارة إلى تطور الاتجاهات القيادية الحديثة ومنظوراتها في تفسير الممارسات القيادية، وانعكاساتها على الدور القيادي لمدير المدرسة من خلال العمليات الإدارية التي يمارسها بالمدرسة الثانوية العامة، ومن هذه الاتجاهات القيادية الحديثة :
القيادة الموقفية والتي ظهرت كرد فعل طبعي لعلاج بعض جوانب القصور في
القيادة الكاريزمية التي تعتمد بشكل كبير على شخصية القائد وقدرته على التأثير في الآخرين، وفيها يعتمد نجاح القائد على طبيعة الموقف المحيط بعملية القيادة من خلال التفاعل بين متغيرات الموقف والظروف المحيطة به، ومن ثم يتوقف السلوك القيادي في هذا السياق على الامتزاج والتفاعل بين السمات الشخصية للقائد والموقف والظروف المحيطة.
وقد ظهرت القيادة التشاركية – بعد القيادة الموقفية – هادفة إلى مشاركة العاملين في المسئوليات الإدارية، وصنع القرار واتخاذه، مما يجعل للقيادة التربوية ثقافة تعاونية، كما يقوم هذا الاتجاه على تفويض بعض المسئوليات الإدارية بهدف تنمية العاملين بالمدرسة، وتدعيمهم، كما يؤكد على المشاركة الفعالة والاتصال الجيد بين المدير والعاملين معه.
كما ظهرت القيادة التحويلية والتي تستند إلى كل من القيادة الموقفية والقيادة التشاركية معاً، ويقصد بها استثارة المشاعر العميقة لدى أفراد الجماعة، والاهتمام بطبيعة العلاقة فيما بينهم، مع منحهم الثقة، وتعزيز الإحساس بالمسئولية لديهم بهدف النمو المستقبلي للمؤسسة التربوية.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها وزارة المعارف بالمملكة العربية السعودية لتطوير الدور القيادي لمديري المدارس الثانوية العامة، إلا أن الواقع يشير إلى وجود بعض السلبيات وأوجه القصور المرتبطة بالمشاركة في صنع القرارات على مستوى المدرسة، والاتصال الإداري، وضعف إدراك مدير المدرسة لعملية الحفز الذي يساعد أعضاء المجتمع المدرسي على التغلب على صعوبات العمل ومشكلاته، وتصور معرفة مدير المدرسة بالأسس العلمية في تقويم أداء العاملين بالمدرسة، الأمر الذي يحول دون تحقيق متطلبات الدور القيادي الفعَّال لمدير المدرسة الثانوية العامة.
ومن هنا تتحدد مشكلة البحث في السؤال الرئيس التالي :
كيف يمكن تطوير الدور القيادي لمديري المدارس الثانوية العامة بالمملكة العربية السعودية في ضوء اتجاهات القيادية التربوية الحديثة؟
ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة الفرعية التالية:
1- ما اتجاهات القيادة التربوية الحديثة وانعكاساتها على الدور القيادي لمديري المدارس الثانوية؟
2- ما واقع الدور القيادي لمديري المدارس الثانوية العامة بالمملكة العربية السعودية؟
3- ما جوانب القوة والضعف في هذا الواقع؟ مقارناً بالشروط المعيارية للنظام؟
4- ما البدائل المقترحة لتطوير الدور القيادي لمديري المدارس الثانوية العامة بالمملكة العربية السعودية في ضوء اتجاهات القيادة التربوية الحديثة؟
5- ما النظام المقترح والملائم لتطوير الدور القيادي لمدير المدرسة الثانوية العامة بالمملكة العربية السعودية؟ وما مدى إمكانية تطبيقه في المجتمع السعودي؟
ولقد اقتصرت عناصر نظام الدور القيادي في هذا البحث على :
1- المشاركة في صنع القرار.
2- الاتصال الإداري.
3- الحفز.
4- تقويم الأداء.
وذلك لكونها من العمليات الأساسية بالإدارة المدرسية، فضلاً عن ترابطها وتداخلها.
أما فيما يتعلق باتجاهات القيادة التربوية الحديثة فتم الاقتصار على :
· القيادة الموقفية.
· القيادة التشاركية.
· القيادة التحويلية.
وذلك لكونها من أحدث اتجاهات القيادة التربوية الحديثة.
ولقد اقتصر البحث على مديري المدارس الثانوية العامة بالمملكة العربية السعودية، باعتبارهم الرؤساء المباشرين للمدارس، والذين يقع على عاتقهم مسئولية تنفيذ السياسات التعليمية، والإشراف العام بالمدرسة الثانوية العامة.
وتمثل الهدف الأساسي للبحث في الوصول إلى نظام مقترح لتطوير الدور القيادي لمديري المدارس الثانوية العامة بالمملكة العربية السعودية في ضوء اتجاهات القيادة التربوية الحديثة بما يسهم في تحقيق متطلبات الدور القيادي لمديري المدارس الثانوية العامة.
واستعان البحث بأسلوب تحليل النظم وخطواته لتحقيق أهداف البحث، وتضمن البحث سبعة فصول على النحو التالي :
الفصل الأول : الإطار العام للبحث، ويشمل: مقدمة، ومشكلة البحث، وهدف البحث، والدراسات السابقة، ومصطلحات البحث، ومنهج البحث وخطواته.
الفصل الثاني : اتجاهات القيادة التربوية الحديثة بالمدرسة الثانوية العامة (إطار نظري)
ولقد تناول هذا الفصل القيادة التربوية بالمدرسة الثانوية العامة من حيث مفهومها، وعلاقتها بالإدارة، وطبيعتها، والسمات أو الخصائص التي تميز القائد التربوي وتساعده على القيام بدوره بالمدرسة الثانوية العامة، ومتطلبات اختيار القائد التربوي الفعال وأهمية تدريبه، ثم عرض الفصل الاتجاهات الحديثة للقيادة التربوية ومنها: القيادة الموقفية،
والقيادية التشاركية، والقيادة التحويلية وانعكاساتها على الدور القيادي لمدير المدرسة الثانوية في صنع القرار، الاتصال الإداري، الحفز، تقويم الأداء، وانتهى الفصل بمجموعة من المعايير للحكم على فعالية الدور القيادي لمدير المدرسة الثانوية العامة.
الفصل الثالث : واقع الدور القيادي لمدير المدرسة الثانوية العامة بالمملكة العربية السعودية (دراسة نظرية)
ولقد تناول هذا الفصل وصف وتشخيص الوضع الراهن للدور القيادي لمديري المدارس الثانوية العامة في ضوء وصف وتحليل السياسة التعليمية بالمملكة، وأهداف المدرسة الثانوية العامة، ومدير المدرسة كقائد تربوي من حيث أدواره ومسئولياته، واختياره، والصلاحيات الممنوحة له، وتدريبه، والعمليات الإدارية التي يمارسها، والوضع الراهن الفعلي لواقع الدور القيادي لمدير المدرسة الثانوية.
الفصل الرابع : واقع الدور القيادي لمدير المدرسة الثانوية العامة بالمملكة العربية السعودية (دراسة ميدانية)
وفي هذا الفصل تم الوقوف على واقع الدور القيادي لمديري المدارس الثانوية العامة بشكل ميداني، وذلك من خلال إجراء دراسة ميدانية تهدف إلى الكشف عن جوانب القوة والضعف للدور القيادي لمديري المدارس الثانوية العامة.
واعتمدت الدراسة الميدانية على ثلاث أدوات أساسية هي : المقابلة الشخصية مع عينة بلغ عددها (82) من القيادات التربوية (العليا والوسطى)، والاستبيان الموجه لعينة بلغ عددها (510) مديراً من مديري المدارس الثانوية العامة بعدد من الإدارات التعليمية بمناطق ومحافظات في المملكة العربية السعودية، والاستبيان الموجه لاستطلاع رأي عينة بلغ عددها (120) معلماً من معلمي المرحلة الثانوية للكشف عن جوانب القوة والضعف في الممارسات الحالية للدور القيادي لمديري المدارس الثانوية العامة.
الفصل الخامس : تقويم النظام الحالي للدور القيادي لمديري المدارس الثانوية العامة في المملكة العربية السعودية.
ولقد تناول هذا الفصل تقويم الأوضاع الراهنة للدور القيادي لمديري المدارس الثانوية العامة من خلال إبراز أهم جوانب القوة والضعف التي أبرزتها الدراسات النظرية والميدانية في ضوء الإطار النظري للبحث، وأسفر ذلك عن وجود قصور واضح في الدور القيادي لمديري المدارس الثانوية العامة، الأمر الذي ينعكس بالسلب على تحقيق متطلبات الدور القيادي بالمدرسة الثانوية العامة.
الفصل السادس : البدائل المقترحة لتطوير الدور القيادي لمديري المدارس الثانوية العامة بالمملكة العربية السعودية.
ولقد تناول هذا الفصل تحديد البدائل المقترحة لتطوير الدور القيادي لمدير المدرسة الثانوية العامة، والمقارنة بين تلك البدائل وموازنتها، والإجراءات التنفيذية المطلوبة لتطبيق البدائل المقترحة. وتوصل هذا الفصل لبديل مقترح يمكن تطبيقه في المملكة العربية السعودية لتطوير الدور القيادي لمديري المدارس الثانوية العامة.
ولقد عرض هذا الفصل لمبررات اختيار البديل المقترح، وبيئته، والمعالجة التفصيلية له، ومتطلبات التنفيذ والمعوقات وسبل التغلب عليها بالمملكة العربية السعودية."