تطوير التعليم الثانوي بدوله الامارات العربيه المتحده في ضوء الاتجاهات العالميه المعاصره
فاطمه عبد الله محمد عبد الخالق عين شمس التربية التربية المقارنة والإدارة التعليمية الماجستير 1999
"يلقي هذا البحث الضوء على أهمية التعليم الثانوي باعتباره يمثل أهم مرحلة عمريه في حياة أبنائنا الطلبة وهي مرحلة الشباب والمراهقة ، إذ يتم فيه إعدادهم للتعليم الجامعي أو لسوق العمل أو لمواجهة أعباء الحياة .
وقد اختارت الباحثة هذه المرحلة من بين مراحل التعليم لما له من أهمية بالغة لدى الشعوب والمجتمعات المختلفة ، ومن المسلّم به أن المؤتمر الدولي للتربية ""يونسكو"" في دورته الأربعين 1987 قد خصص معظم قراراته وجلساته في الاتجاه لإعادة تنظيم التعليم الثانوي في دول العالم المعاصر والخروج به من إطاره التقليدي لمواكبة التطورات السريعة والمتغيرات التي يشهدها العالم ، ومسايرة الاتجاهات العالمية المعاصرة في تطوير فلسفته وأهدافه وتنظيم وتنويع والمقررات الدراسية ونظم التقويم والامتحانات في التعليم الثانوي في ضوء القوى والعوامل الثقافية المؤثرة فيه.
ففي دولة الإمارات بلد الباحثة ، يعد التعليم الثانوي ذا أهمية كبري ، نظراً لحاجة الدولة إلى إعداد كوادر وطنية تقوم على أسس تربوية علمية تستطيع أن تشغل الوظائف التي تتطلبها خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية وغيرها .
إن اختيار الباحثة لموضوع تطوير التعليم الثانوي بدولة الإمارات جاء مسايراً للاتجاهات العالمية المعاصرة ، ومتزامناً مع توجيهات وزارة التربية والتعليم ، والتقــارير التي أعدتها الجهات المعينة بأمر التعليم ، مثال جامعة الإمارات العربية المتحدة ، وغيرهـا من مؤسسات المجتمع ذات العلاقـة من قريب أو من بعيد ، بالإضافة إلى العديد من الآراء التي تقدم من أوساط المجتمع منادية بالتطوير والتجديد والتنويع لهذا النوع من التعليم .
مشكلة البحث :
يعالج هذا البحث قضية من قضايا التعليم ، ألاً أنها قضية تطوير التعليم بدولة الإمارات ، لذا ؛ ترى الباحثة أن تطوير التعليم الثانوي أمر ضروريً وعلى جانب كبير من الأهمية .
طرحت الدراسة السؤال الرئيسي التالي :
-كيف يمكن تطوير التعليم الثانوي بدولة الإمارات العربية المتحدة في ضوء الاتجاهات العالمية المعاصرة وخبرات دول المقارنة في هذا المجال مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا لمعالجة أوجه القصور التي يعاني منها؟
ثم ذيلتها بعدة أسئلة بحثية بهدف الخروج بنتائج تكشف عن سلبيات وإيجابيات التعليم الثـانوي الإمــاراتي في جوانبه المختلفة ومن ثم تقديم نتائج البحث وتوصياته تخدم هذا الجانب ، ومن أهم هذه الأسئلة :
1- ما الاتجاهات العالمية المعاصرة لنظام التعليم الثانوي ؟
2- ما واقع نظام التعليم الثانوي في دولة الإمارات العربية المتحدة ؟
3- ما واقع التعليم الثانوي في الولايات المتحدة الأمريكية ؟
4- ما واقع نظام التعليم الثانوي في إنجلترا ؟
5- ما القوى والعوامل الثقافية المؤثرة في التعليم الثانوي في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وإنجلتزا ؟
6- ما أهم النتائج والتوصيات التي يمكن ان تستفيد منها دولة الإمارات في ضوء الاتجاهات العالمية المعاصرة وخبرات دول المقارنة (الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا) في تطوير التعليم الثانوي ؟
حدود البحث :
يقتصر هـذا البحث على مرحلة التعليم الثـانوي بدولة الإمارات العربية المتحدة للفئة العمرية من (15-18 سنة).
تناولت الدراسة المحاور الآتية :
نشأة التعليم الثانوي وتطوره ، فلسفته وأهدافه ، تنظيمه وتنويعه ، المقررات الدراسية ، نظم التقويم والامتحانات ، القوى والعوامل الثقافية المؤثرة فيه .
اختارت الباحثة كلا من الولايات المتحدة الإمريكيه ، وإنجلترا دولاً مقارنة للاستفادة من خبراتها في مجال تطوير التعليم الثانوي .
أهمية البحث :
n تتبلور أهمية هذا البحث أنه الأول من نوعه في مجال التعليم الثانوي بدولة الإمارات .
n أنه يمس مرحلة تعليمية مهمة في السلم التعليمي ، ويعالج جوانب القصور في مؤسسة علمية تمثل حلقة وصل بين التعليم الإعدادي والتعليم الجامعي والعالي الذي يلقي على عاتق المسئولين المزيد من المسئولية في تزويد الطلاب بالمهارات المعرفية والعملية .
اهداف البحث :
يهدف البحث الحالي إلى التعرف على واقع نظام التعليم الثانوي بدولة الإمارات العربية المتحدة والتعرف على مشكلاته للوصول إلى التوصيات المناسبة في سبيل تطويره في ضوء خبرات دول المقارنة الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا ، وفي ضوء الاتجاهات العالمية المعاصرة.
مصطلحات البحث :
اختارت الباحثة المصطلحات الآتية :
التطوير ، التعليم الثانوي ، المدرسة الثانوية الشاملة ، نظام الساعات المعتمدة.
منهج البحث :
اختارت الباحثة ""المنهج المقارن"" أساسًا لسير الدراسة لأنه يتناسب مع البحث الحالي.
خطوات البحث :
ومن الجدير بالذكر أن البحث قد اشتمل على سبعة فصول أعرضها على النحو التالي :
الفصل الأول ؛ ويشتمل على الإطار العام للبحث ، والمتمثل في المقدمة ، المشكلة ، الحدود ، الأهمية ، الأهداف ، المصادر ، الدراسات السابقة ، المصطلحات ، المنهج .
الفصل الثاني ؛ ويشمل الإطار النظري للبحث ، ويتمثل في عرض بعض الاتجاهات العالمية المعاصرة في تطوير التعليم الثانوي .
الفصل الثالث ؛ ويشمل دراسة وصفية تحليلية لواقع نظام التعليم الثانوي بدولة الإمارات .
الفصل الرابع ؛ ويشمل دراسة وصفية تحليلية لواقع نظام التعليم الثانوي بالولايات المتحدة الأمريكية .
الفصل الخامس ؛ ويشمل دراسة وصفية تحليلية لواقع نظام التعليم الثانوي بإنجلترا .
الفصل السادس ؛ ويشمل دراسة لواقع نظام التعليم الثانوي في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ، والولايات المتحدة الأمريكية ، وإنجلترا .
الفصل السابع ؛ ويشمل نتائج البحث وتوصياته .
نتائج البحث :
أسفرت نتائج الدراسة إلى عما يلي :
- أن واقع نظام التعليم الثانوي يعاني من مشكلات عدة وصعوبات مرتبطة بنشأته ، وفلسفته ، وأهدافه ، وتنظيمه، وتنويعه ، ومناهجه ومقرراته الدراسية ، ونظم تقويمه وامتحاناته إذا ما قورن بدول العالم المعاصر ، وترجع هذه المشكلات في معظمها إلى عدم تعرضه لإصلاحـات جذرية شاملة منذ نشأته ، حيث أنه تأخر في نشأته على الطريقة الحديثة إلى أوائل الستينيات من القـرن العشرين إذا ما قورن بالدول المقارنة الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا .
- كما توصلت الدراسة إلى أن فلسفة التعليم الثانوي وأهدافه لم يحققا الهدف الأساسي الذي يهدف اليه وبالتالي يعاني من عدم وضوح الرؤية للمرحلة، حيث أنها تتصف بالعمومية في أغلب صياغتها ، كما أن السياسة التعليمية بالنسبة للمرحلة غير مستقرة ، غير واضحة المعالم في معظم مبادئها ، وغير مسايرة للاتجاهات العالمية المعاصرة في تحقيق أهداف هذه المرحلة .
- أسفرت نتائج الدراسة عن أن تنظيم وتنويع التعليم الثانوي يسير ضمن قوالب جامدة ومحدودة للغاية حيث ينقسم التعليم الثانوي في الصف الثاني والثالث الثانوي إلى القسم العلمي والقسم الأدبي فقط .
- كما أن المقررات الدراسية مازالت تعاني من اوجه قصور في محتواها التعليمي وغير مسايرة لمتطلبات المجتمع الإماراتي على الرغم من إجراءات بعض التطوير عليها فمازالت تعاني من جمود في أنماط المعرفة المنهجية المقدمـة وتخلو من التكامل والشمول والتنوع في وتخلو من التكامل والشمول والتنوع في البرامج الدراسية ومن ثم فهي بعيدة عن مسايرة الاتجاهات العالمية المعاصرة .
- كما توصلت الدراسة في نتائجها إلى أن نظم التقويم الامتحانات تمسير على النظام التقليدي بمفهومه القديم ، الذي يركز على أسلوب الامتحانات الشكلية وخصوصاً ما يتصل بقياس مدى حفظ الطلاب للمادة الدراسية واسترجاعها.
وبناء على ما سبق توصى الدراسة الحالية في ضوء هذه النتائج السابقة بما يلي :
أ- ضرورة بلورة المبادئ الأساسية التي تقوم عليها السياسة التعليمية لهذه المرحلة مع ثبات استقرار السياسة التعليمية .
ب- ضرورة العمل على بلورة أهداف التعليم الثانوي وصياغته بشكل يعمل على تخفيض ما تصبو اليه المرحلة أي ربط الأهداف في المواثيق الرسمية بتنفيذها على أرض الواقع العملي .
جـ- ضرورة إعادة النظر في تنظيم التعليم الثانوي والخروج من إطاره التقليدي والعمل على ربطه وتكامله بمرحلة التعليم الأساسي والتعليم الجامعي .
د- ضرورة تنظيم المدرسة الثانوية في دولة الإمارات على أساس المدرسة الثانوية الموحدة ، والتي تضم العديد من التخصصات في داخل المدرسة الواحدة .
هـ- ضرورة العمل على تطوير المقررات الدراسية ليتناسب مع التطورات السريعة للثورة العلمية التكنولوجية.
و- ضرورة العمل على تطوير عملية التقويم والامتحانات بحيث يشمل التقويم المستمر في جميع جوانب العملية التعليمية."