الطابع والارتقاء العمراني دراسه تحليليه للمناطق التاريخيه الاسلاميه في مدينه القاهره

طارق محمد رفعت عبد المجيد صقر, ,عين شمس, معهد الدراسات والبحوث البيئية *, دكتوراه 2001 *

الطابع و الارتقاء العمراني

( دراسة تحليلية للمناطق التاريخية الإسلامية في مدينة القاهرة )

 

 

رسالة مقدمة من الطالب

 

للحصول على درجة دكتوراه فلسفة

في العلوم البيئية

قسم الهندسة

 

 

 

ختم الإجازة

 

أجيزت الرسالة بتاريخ / / 2001

 

موافقة مجلس المعهد موافقة الجامعة

/ / 2001 / / 2001ملخص باللغة العربية

 

1. مقدمة : ـ

 

يهتم البحث بصورة رئيسية بتقديم مدخل يوظف الطابع إيجابياً في مشروعات الارتقاء العمراني بالمناطق التاريخية 0 ويعكس هذا المدخل تدخلاً حفاظياً واحتراماً للطابع المتفرد للمناطق التاريخية ووعياً بالاعتبارات الاجتماعية الاقتصادية الحضارية 0 ويحاول البحث أن يتبنى مدخلاً متكاملاً صالحاً للتطبيق في المواقع التاريخية عامة مع إشارة خاصة للقاهرة الإسلامية0

 

وتؤثر على هذا المدخل المتكامل اعتبارات كثيرة 0 الاعتبار الأول هو تمتع القاهرة الإسلامية بتقدير عالمي لأهميتها كجزء من التراث الحضاري العالمي حيث أنها من أوائل المناطق التاريخية التي تم ضمها لقائمة التراث الحضاري العالمي عام 1979 0 الاعتبار الثاني هو نص ميثاق فينسيا على ضرورة الاهتمام بالمناطق التاريخية وإظهارها بالمظهر الملائم لها 0 الاعتبار الثالث هو إمكانية تضمين أساليب الحفاظ المختلفة مثل الترميم والحماية وإعادة الاستعمال في المدخل المتكامل لمناطق التنمية 0 الاعتبار الرابع هو أهمية الطابع بكافة مستوياته في المحافظة على القيمة الحضارية العالمية والمحلية للمناطق التاريخية 0 ومن ثم يتضح أهمية أساليب وأدوات الحفاظ على الطابع المعماري والعمراني والتي تؤدي بدورها إلى تحقيق الاندماج والتجانس بين القديم والحديث في البيئة المشيدة 0 وتعد مشروعات الارتقاء العمراني ضرورة للنهوض بالمجتمعات القائمة والبيئات المشيدة وبخاصة المتدهور منها 0 ويركز البحث على خصوصية المناطق ذات الطابع التاريخي واحتياجها لنمط مختلف من الفكر والمعالجات في حال وقوعها في إطار اهتمام مشروعات الارتقاء العمراني 0

 

2. المشكلة : ـ

 

من المشاكل الرئيسية التي تواجه الدول ذات الإمكانيات الاقتصادية المحدودة تدهور البيئة العمرانية لمدنها القديمة ولا تعد المناطق التاريخية استثناء من هذه القاعدة 0 ولذلك فليس من السهل إيجاد استراتيجية حفاظية مناسبة تحقق الاحتياجات الخاصة التي تفرضها الطبيعة المميزة لهذه المناطق التاريخية 0 وقد اختار البحث العمارة الإسلامية مع إشارة خاصة لمدينة القاهرة الإسلامية كوسيلة لدراسة المناطق التاريخية واختبار فرضيات الرسالة و اقتراح ملامح مدخل متكامل للارتقاء بالمناطق التاريخية 0

 

القاهرة الإسلامية هي إحدى أكبر المواقع التاريخية بقائمة التراث الحضاري العالمي0 تتميز القاهرة الإسلامية باحتوائها على عدد من المناطق والأحياء ذات الأهمية التاريخية والطرازية ، وتتسم كل منها بطابع خاص ساهم في تشكيله العمارة والعمران كمكونات بصرية أصيلة بالإضافة إلي عوامل بيئية اجتماعية واقتصادية وتشريعية كإدراكات ومؤثرات تظهر كروافد وامتدادات للطابع 0 وقد شهدت هذه المناطق خلال تاريخها تغيرات في بيئتها العمرانية وخصائصها الاجتماعية والأنماط المعيشية للتركيب السكاني الخاصة بها 0 ولما كانت هذه المناطق جزء من مدينة القاهرة فقد كان طبيعياً أن تتأثر بتدهور العمران والخدمات الناتج عن التكدس السكاني وانتهاء الأعمار الافتراضية لكثير من المباني مع ضعف مستوى صيانة هذه المباني بسبب الحالة الاقتصادية ومستوى المعيشة المنخفض نسبياً لقاطني هذه الأحياء في أغلب الأحوال 0

 

وبناء على ما سبق ، فقد باتت هذه المناطق تعاني من فوضى معمارية عمرانية انعكست في المقام الأول في التداخل بين القديم والحديث وعدم التجانس بين مباني المناطق ذات الطرز الرصينة والكتل المتوافقة في جانب والمباني الحديثة المتاخمة لهذه المناطق أو المتداخلة مع نسيجها العمراني في جانب أخر 0 ومما يزيد تعقيد المشكلة السابقة فقدان هذه المناطق لهويتها بسبب التواجد غير المدروس لمظاهر المدينة الحديثة واندثار بعض الحرف التي كانت تميز بعض هذه المناطق بالإضافة إلى الخلل في العلاقات الاجتماعية الناشئ عن المشاكل الاقتصادية والازدحام0

 

3. مجال البحث : ـ

 

اختيرت القاهرة الإسلامية لأنها تقدم مثالا جيداً بما تواجه من مشكلات تعوق مشروعات الارتقاء العمراني ذات التوجه الحفاظى0 ويقتصر اهتمام البحث على تحقيق استمرارية الطابع المعماري والعمراني والعام من خلال التجانس بين الحديث المضاف والتقليدي الموجود ولا يتطرق إلى معايير تصميم عمارة ذات طابع إسلامي في المدن والمجتمعات الجديدة 0 كما يركز البحث اهتمامه على العناصر المرئية بعمارة الشارع والتي تؤثر على الإدراك البصري للمارة 0

 

4. الفرضيات الرئيسية للبحث : ـ

 

ـ أن فهم وإدراك العمارة القاهرية هو ضرورة حيوية لاختيار المدخل المناسب في مشروعات الارتقاء العمراني للقاهرة الإسلامية0

ـ أن الطابع بمستوياته " المعماري - العمراني - العام " يمكن استغلاله بحيث يكون قوة فاعلة موجبة وليست سالبة في مشروعات الارتقاء العمراني ذات الطابع الحفاظى 0

ـ أن العناصر المكونة للطابع هي عناصر فعالة وليست خاملة بمعنى أن الطابع ليس مجموع وإنما نتاج تفاعل هذه العناصر0 ويمكن الاعتماد على هذه العناصر المتفاعلة لمراعاة تحقيق آثار إيجابية عند تطبيق معايير آثار التقييم البيئية على مشروعات الارتقاء ذات التوجه الحضاري 0

5. الأهداف الرئيسية للبحث : ـ

 

الهدف الرئيسي لهذا البحث هو استنباط المعايير الرئيسية لمدخل مناسب للمواقع التاريخية يساهم في وقف تدهورها والحفاظ على طابعها المتميز ويحقق دمج المباني الحديثة في نسيجها التقليدي 0 ولتحقيق هذا الهدف كان على البحث فهم الطابع المعماري والعمراني والعام لمنطقة الدراسة ( شارع الدرب الأحمر بالقاهرة الإسلامية ) 0 ولما كانت منطقة الدراسة تنتمي إلى العمارة الإسلامية فقد قام البحث بدراسة هذه العمارة عن طريق مناقشة تحليلية تصنيفية لآراء الباحثين في محاولة لفهم وصياغة المؤثرات والعناصر الرئيسية التي أسهمت في تشكيل طابع المواقع الإسلامية 0 وفي هذا الإطار ركز البحث على أهمية كل من التأثيرات المحلية للفترات السابقة للحقبة الإسلامية وتأثيرات البيئة الطبيعية في المنطقة محل الدراسة بالإضافة إلى التأثيرات الإسلامية في إطارها الثقافي والاجتماعي 0 وابرز البحث أهمية دراسة الطابع في توجيه المعماريين والمصممين العمرانيين إلى الأدوات التي يمكن استخدامها بكفاءة لتحقيق طابع مرغوب أو تجنب آخر غير مرغوب0

 

6. ملامح منهجية : ـ

 

التزم البحث بأهمية التأكيد على أن ما نراه اليوم في مدينة القاهرة الإسلامية ما هو إلا منتج نهائي نما وتطور بمرور الوقت وأن إدراك الصفة التراكمية للطابع ضرورة لفهم هذا النتاج 0 فعلى سبيل المثال لم يتم تخطيط الشوارع المتعرجة بالمدينة الإسلامية منذ البداية على طريقة المخطط العام المتعارف عليه اليوم 0 ولذلك كان من الضروري فهم هذا النوع من الملامح المعمارية والعمرانية في إطار أنه نتيجة للتراكمات الزمنية بيد أن البحث لا يجد هذا مانعاً لتقدير الخصائص الجمالية والمنفعية لهذه الملامح والاستفادة من التأثيرات الناجحة للمنتج في صورته النهائية0

 

راعى منهج البحث بعداً آخر في تحديد ملامح المدخل المتكامل وهو التدهور المستقبلي المتوقع في البيئة المشيدة للقاهرة الإسلامية والذي ينعكس على حقيقة أننا نخطط لمرحلة انتقالية في تاريخ هذه المناطق 0 ولذلك فقد ركز البحث على الاهتمام بطابع المباني الأثرية والتي يتوقع لها أعمار افتراضية أطول بالمقارنة بالمباني العادية الآيلة للسقوط والقابلة للإزالة في المدى القريب نسبياً 0

 

يعد البحث دراسة كيفية تحليلية تعتمد على أساليب البحث التقليدية مثل الملاحظة والتحليل والمقارنة والنقد الوصفي ومزيجاً من النقد التأويلى والسياقي 0 وعلى سبيل المثال لا يقدم البحث الثابت والمتغير كمصطلحين متضادين بل يرجع ظاهرة الاستمرارية البصرية في العمارة والنسيج العمراني إلى التغير التدريجي وصعوبة إيجاد حدود فاصلة 0

7. مكونات البحث : ـ

 

تم تصميم البحث بطريقة يجيب فيها كل باب عن أسئلة وتمثل هذه الإجابات مقدمة منطقية للباب التالي له 0 وفي هذا الإطار فإن كل باب يقدم فهما أعمق للأبواب السابقة واللاحقة له0 يمثل الباب الأول مقدمة ومنهج البحث ويقدم طرحاً لمشكلة التدهور التي تعاني منها المناطق التاريخية وبخاصة الموجودة منها بالدول ذات الموارد الاقتصادية المحددة 0 كما يحدد مجال وأهداف وفرضيات ومكونات الرسالة كما يشير إلى مراجع البحث وتصنيفها وطرق تجميعها والاستفادة منها 0 ويشير الباب إلى الملامح المنهجية والتوجه العام للبحث وأسس اختيار منطقة الدراسة والأساليب والأدوات المستخدمة في البحث 0

 

يتناول الباب الثاني المناطق التاريخية ويستعرض التعريفات المختلفة للطابع وأنواعه والمجالات المباشرة وغير المباشرة المرتبطة به مثل التراث والتقاليد كما يتعرض لتعريف المناطق التاريخية ويحدد المعايير التي تؤهلها للتسجيل في قائمة التراث الحضاري العالمي وأهمية القاهرة الإسلامية كواحدة من أوائل المدن التاريخية المسجلة في هذه القائمة 0

 

يهتم الباب الثالث بالارتقاء بالمناطق التاريخية ويقدم أنواع المعالجات المختلفة التي يمكن تضمينها في مدخل متكامل خاص بالارتقاء بالمناطق التاريخية0 كما يناقش أسلوب دمج العمارة القديمة والحديثة كمدخل رئيسي متفق على ملاءمته وإمكانية تزاوجه مع أساليب التدخل المختلفة في المناطق التاريخية 0

 

يهتم الباب الرابع بموضوع العمارة الإسلامية وآراء الباحثين والدارسين 0 ويقوم بتحديد العوامل البيئية المشكلة للطابع مع إشارة خاصة إلى إسهام العوامل الأقوى تأثيراً في خلق الطابع المرغوب0 كما يناقش آراء الباحثين والدارسين في العوامل التي أسهمت في تشكيل هذا الطابع المتميز ويحلل هذه الآراء ويصنفها إلى مجموعات محددة0 كما يشمل هذا الباب خلفية نظرية للخصائص والمبادئ الرئيسية التي ميزت المواقع الإسلامية التاريخية قديماً وظهرت بجلاء بعد التغيرات التي طرأت عليها حديثاً 0

 

يصنف الباب الخامس المداخل المختلفة لمشاريع الارتقاء العمراني في المناطق التاريخية كتجارب سابقة طبقاً لمدى استفادتها من الطابع ومكوناته 0 وتعد هذه الدراسة التحليلية خطوة مبدئية في استخلاص منهج أو مدخل متكامل أقدر وأكفأ في تحقيق أهداف مشاريع الارتقاء العمراني في المناطق التاريخية 0 وفي هذا الإطار تؤكد هذه الدراسة على إسهام الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بصورة رئيسية في تحقيق الطابع المرغوب بهذه المشروعات 0 ويصل هذا الباب إلى اقتراح معايير إطار نظري للمدخل المتكامل تتمكن من إيقاف تدهور المواقع التاريخية والحفاظ على طابعها المتميز ودمج الإنشاءات الجديدة في نسيجها العمراني0 ويوضح هذا المدخل المتكامل كيفية فهم الطابع الموجود وزيادة الوعي بأهمية التراث بين المواطنين والاستفادة من التجارب السابقة في مشروعات الارتقاء العمراني ذات الطابع الحفاظي0

ومن خلال الإطار النظري المفهومي الذي تم تطويره في الأبواب السابقة يقوم الباب السادس بإعادة قراءة القاهرة الإسلامية كما يتناول الباب فهم طابع شارع الدرب الأحمر وامتداده المسمى بشارع التبانه في إطار تعريفات البحث السابقة لمستويات الطابع المختلفة0

 

يقدم الباب الأخير نتائج البحث ومناقشتها حيث يبدأ بتلخيص التسلسل المنطقي المتبع في البحث للوصول إلى معايير الإطار النظري للمدخل المتكامل مع التأكيد على أهمية الطابع في تحديد هذه المعايير 0 وينتهي الباب إلى إيضاح كيف تم إثبات فرضيات الرسالة المختلفة وأهمية هذه الفرضيات في تحديد قواعد إرشادية عامة للحفاظ على طابع المناطق التاريخية وإمكانية الاستفادة منها في التأكيد على الآثار البيئية الإيجابية لمشروعات الارتقاء العمراني ذات التوجه الحفاظي 0

 

8. النتائج ومناقشتها

 

يعد الحفاظ على الطابع ضرورة لتحقيق الاستمرارية في المحيط البيئي المشيد ولذلك كان على البحث اختيار استراتيجية تدخل مناسبة في المناطق التاريخية لتحقيق هذا الهدف0 وقد بدأ البحث بتبرير الاحتياج إلى وضرورة الحفاظ على المناطق التاريخية فأشار إلى أن الدول تحافظ على تراثها الحضاري المشيد لقيمته الحضارية والجمالية والاقتصادية بالإضافة إلى قدرته على تحقيق الاستمرارية المرغوبة في البيئة المشيدة من خلال التحول التدريجي0 ويضيف إدخال مفهوم التراث الحضاري العالمي بعداً عالمياً لأهمية الحفاظ على المناطق التاريخية 0

 

وقد لاقت القاهرة الإسلامية تقديراً محلياً وعالمياً وكانت من أوائل المدن التاريخية التي تضمنتها قائمة التراث الحضاري العالمي حيث تم إدراجها في القائمة في عام 1979 ولذلك فقد اختارها البحث لتتبع طرحه النظري واختبار فرضياته والاستفادة من نتائج الفرضيات في استنباط المدخل المتكامل المتضمن بمشاريع الارتقاء بالمناطق التاريخية 0 وعلى الرغم من ذلك فقد راعى البحث الالتزام بإمكانية الاستفادة من هذا المنهج لتحديد ملامح الإطار واستنباط المدخل المتكامل في حالة دراسة مناطق تاريخية أخرى خارج حيز القاهرة الإسلامية بل وخارج إطار العمارة الإسلامية0 وبمجرد اختيار موقع تاريخي وإدخاله في قائمة التراث الحضاري العالمي يكون من اللازم الحفاظ على القيم والصفات الحضارية التي أضفت عليه أهمية تاريخية0 وحيث أن عدداً كبيراً من المناطق التاريخية متدهورة عمرانياً واجتماعياً وتقع في حيز مشروعات الارتقاء العمراني للدول الواقعة بها فيجب تبني أسلوباً حريصاً يحافظ على وحدة ومصداقية هذه المناطق 0

 

ولما كانت منطقة الدراسة الخاصة بالبحث تنتمي إلى العمارة الإسلامية فقد قام البحث بدراسة متعمقة للعمارة الإسلامية بهدف الوصول إلى فهم أفضل لطبيعتها والعوامل الرئيسية المشكلة لطابعها0 ويعزو البحث الاختلافات بين العمارة الإسلامية في المناطق المختلفة إلى الخصائص البيئية السائدة وتأثيرات العمارة المحلية السائدة في هذه المناطق في الفترات السابقة للحقبة الإسلامية 0 كما يعزو أوجه التشابه بين عمارة المناطق المختلفة إلى التأثيرات الثقافية والاجتماعية للدين الإسلامي0 ومن خصائص العمارة الإسلامية التي أشار إليها البحث المرونة في التشكيلات البنائية والفراغية والعلاقة المتناغمة بين العناصر المعمارية والزخرفية والتواؤم مع الظروف المناخية0 كما ناقش البحث أثر المبادئ الرئيسية للعمارة الإسلامية مثل الانتقائية والحيوية والتكامل على إفراز طابعها المتميز0 كانت الخطوة التالية لاختبار خصائص ومبادئ العمارة الإسلامية هي تكوين الملامح الرئيسية للإطار النظري المفهومي لاستراتيجية التدخل في المناطق التاريخية 0 ويعتمد هذا الإطار على خصائص ومبادئ العمارة الإسلامية ويستفيد من أبحاث الدارسين لتحليل الخبرات السابقة في مشاريع التدخل في المناطق التاريخية وتحديد مزاياها وعيوبها المختلفة0 ويعتمد هذا الإطار استراتيجية ذات توجه حفاظي تستخدم الطابع كأداة تحكم جمالية لدمج المباني والمنشآت الحديثة في النسيج القديم للمدينة 0

 

كما حرص البحث على أن يكون المدخل المتكامل قادراً على الحفاظ على الجوانب الحضارية الاجتماعية ذات التأثير الإيجابي على الطابع مثل مبدأ الحيوية والتجدد في العمارة الإسلامية والذي يتضح في استجابتها للإطار البيئي بكافة أبعاده 0 وحرص المدخل على إصلاح الخلل الحادث في المحيط البيئي الثقافي الاجتماعي التقليدي بسبب تزامن ظاهرتي الاستعمار والحداثة0 واهتم المدخل بزيادة وعي المواطنين المحليين بالأهمية الحضارية للمناطق التاريخية 0اقترح المدخل في صعيد الحفاظ على الطابع المعماري أن تتبع المباني الجديدة نفس القاعدة التي اتبعتها العمارة القاهرية التقليدية على مر العصور وهى أن تعبر عن عمارة حديثة تمثل روح العصر من جانب وتتواءم مع العمارة القائمة على الجانب الآخر 0 وفي هذا الإطار دعا المدخل إلى ضرورة تجنب تكرار الطرز القديمة في المباني الحديثة وذلك لما في هذا الاتجاه من تأثير سلبي على مصداقية وأصالة كل من المباني القديمة والحديثة في المناطق التاريخية0

 

ثم انتقل البحث بعد ذلك إلى مناقشة الفرضيات وكيف تم إثباتها وأهميتها وإمكانية الاستفادة منها في مشروعات الارتقاء العمراني ذات التوجه الحفاظي0 أثبت البحث أهمية فهم وإدراك طبيعة العمارة القاهرية في اختيار مدخل مشروعات الارتقاء العمراني بالقاهرة الإسلامية وهي الفرضية الأولى للبحث0 وعلى الرغم من إمكانية تطبيق هذه الفرضية على مواقع تاريخية أخرى فقد أوضح البحث الصلة الوثيقة لهذه الفرضية بحالة القاهرة الإسلامية 0 ولاختيار استراتيجية التدخل المناسبة للموقع تحت الدراسة أكد البحث على قدرة القاهرة الإسلامية على مر العصور على دمج العناصر المعمارية الوافدة في عمارتها المحلية وإفراز عمارة متجانسة ذات طابع جديد وفقدانها التدريجي لهذه الميزة خلال القرن الأخير0 كما أكد على أهمية استمرار هذه الخاصية في المستقبل لتحقيق الاستمرارية في نمط العمارة والنسيج الحضري0

 

وأوضح البحث كيفية تحقيق الفرضية الثانية باستغلال الطابع بمستوياته المختلفة ليكون قوة فاعلة موجبة وليست سالبة تسمح بالتطور التدريجي ولا تحده في مشروعات الارتقاء العمراني ذات الطابع الحفاظي0 وناقش البحث الدور الذي لعبه الطابع في تحقيق الاستمرارية البصرية من خلال الملامح المعمارية والعمرانية 0 وأكد على أهمية القواعد التصميمية الإرشادية ونطاقات التأثير للمباني الأثرية في تحقيق التكامل والتجانس بين الحديث والقديم0 وفي هذا الإطار شرح البحث كيف أن بعض المعالجات المعتادة مثل خطوط البناء المرتدة والتشجير الكثيف قد تؤثر سلباً وليس إيجاباً على طابع المناطق التاريخية 0

 

كما اختبر البحث التفاعل بين العوامل المؤثرة على الطابع والمشار إليه بالفرضية الثالثة حيث تم فهم الطابع بصورة شاملة في إطاره الاجتماعي الاقتصادي الحضاري و أشار البحث إلى أن نجاح التراث الإسلامي المشيد في الاستجابة للعوامل البيئية يرجع إلى وعي المعماريين والمخططين والبنائين بمبادئ التأثير البيئي 0 ومن ثم أكد البحث على أهمية الاستفادة من الخاصية التفاعلية للعوامل المؤثرة على الطابع في التوصل إلى مشروعات ارتقاء حضري تتفاعل إيجابياً مع معايير تقييم التأثير البيئي 0

 

وتهتم المشاريع ذات الطابع الحفاظي بصفة عامة بالحفاظ على موارد المجتمع وتنميتها 0 ولذلك أشار البحث إلى ضرورة استخلاص التأثيرات البيئية الإيجابية لتبرير الجدوى الاقتصادية والاجتماعية لمشاريع الحفاظ على التراث الحضاري المشيد من خلال أسلوب تحليل المنفعة / التكلفة المتبع في تقويم المشروعات العامة0 وفي هذا الإطار أشار البحث إلى أثر الحرف اليدوية التقليدية على الطابع المعماري العمراني للمدينة وعلى النظام الاجتماعي الحضاري للمجتمع التقليدي0 ومن ثم أشار البحث إلى أهمية إحياء هذه الحرف في الحفاظ على الطابع المعماري والعمراني والعام بالإضافة إلى دورها الإيجابي في الحفاظ على النظام الاجتماعي الاقتصادي الحضاري لهذه المناطق التاريخية0 وأيضاً تم استعراض أثر الطبقات الثرية في الإضافة إلى عمارة المناطق التاريخية وأثر مغادرة هذه الطبقات وإحلال طبقات فقيرة ومتوسطة مكانها في تدهور عمارة وعمران هذه المناطق0 و من ثم كان أحد الآثار الإيجابية المتوقعة لمشروعات الارتقاء العمراني إعادة جذب الطبقات الاقتصادية عالية الإمكانيات للإقامة في المناطق التاريخية والتي تقوم بدورها بصيانة البيئة المشيدة لهذه الناطق والحفاظ عليها 0

CHARACTER AND URBAN UPGRADING

 (AN ANALYTICAL STUDY FOR ISLAMIC TRADITIONAL

AREAS IN CAIRO)

 

 

 

 

BY

Tarek Mohamed Refaat Sakr

B.Sc. in Architectural Engineering, Cairo University, 1984.

Master in Islamic Art and Architecture, The American University in Cairo, 1992.

 

 

 

 

A Thesis Submitted for the Degree of Doctor of Philosophy

in

Environmental Science

Department of Engineering

 

 

 

Under The Supervision of:

 

 

1. Prof. Dr. Adel Yasin.

Pofessor of Architecture,

Institute of Environmental Studies & Research

Ain Shams University.

 

2. Prof. Dr. Tharwat Ishak.

Professor of Sociology

Head of Sociology Department,

Faculty of Arts, Ain Shams University.


 


انشء في: أحد 8 مارس 2015 13:42
Category:
مشاركة عبر