"تنميه القدره علي الابداع التشكيلي لدي طلاب مرحله التعليم الثانوي ( برنامج تعليمي مقترح )"

سناء فهيم ابراهيم يس عين شمس التربية علم النفس التربوى دكتوراه 2004

 يعتمد السباق الهائل نحو التقدم والتطور لمعظم شعوب العالم فى تنمية الحياة ، وتطويرها على القدرات الخلاقة للأفراد ، سواء تمثلت هذه الإبداعية فى إنتاج العلماء والأدباء والفنانين ، أو ظهرت من خلال نشاط الأفراد العاديين بشتى فئاتهم فى الانعكاسات السلوكية لأعمالهم اليومية ، لتمثل الأساس الحقيقى للتقدم والتطور والتنمية ( عبد السلام عبد الغفار ، 1977 ، 121 )

      وهذا التقدم العلمى الذى يشهده تاريخ البشرية ، يؤكد مدى الحاجة إلى تنمية القدرات الإبداعية للأفراد ، فالإبداع شكل راق للنشاط الإنسانى ، كما أنه تعبير عن الصحة العقلية للفرد ، وهذا التطور للقدرات المبدعة عند الإنسان من مهام العلوم الإنسانية عامة ، وعلم النفس فى دراسة الإبداع خاصة ( روشكا ، 1989 ، 13 -Ryan- 1988 – 71  ) والمدرسة هى إحدى المؤسسات التى تسهم فى تربية وإعداد الأبناء للمجتمع ، وتقدم أنواع الخبرات التى يتعرض لها الطالب ، والتى تمكنهم من تنمية طاقاتهم الإبداعية فالمهمة الأساسية للتعليم فى تكوين شخصية المواطن هى الاهتمام بالقدرة على الإبداع لدى الأفراد ( أحمد فتحى سرور 1989 )

      فقد أهتم كثير من الباحثين فى مجال التربية ، وعلم النفس ، بتنمية الاستعدادات والقدرات الإبداعية لدى طلاب المدارس والجامعات ، وقد دعمت الدراسات إمكانية تنمية الإبداع من خلال طرق أو برامج مصممة بطريقة علمية ، حيث استخدمت بعض هذه الدراسات أسلوب العصف الذهنى مع أساليب أخرى ، والمقارنة بينها لتنمية القدرات الإبداعية ( شاكر عبد العظيم 1993 ) وطبقت بعض الدراسات برامج قائمة على طرق وأنشطة إبداعية متعددة ( زين العابدين درويش 1978 ، مصطفى محمد الحارونى ، 1995 ، نادية عواض أبو دنيا ، 1986 ) كما استخدمت دراسات أخرى سلوك الحل الإبداعى للمشكلة ( صالح عطية، 1985 ) وطريقة السوسيودراما ( عفاف عويس، 1980 ، مريم ماجد سلطان ،1992 ) وكذلك إثارة الواقعية والتنافس ، والتدريب على إنتاج الأفكار ( جابر عبد الحميد، 1977 ، 367 ) كما استخدمت دراسات أخرى أساليب لتنمية الإبداع من خلال محتوى معين مثل ، محتوى مادة العلوم ( رضا عبد الحميد الطنطاوى، 1984 ) والفيزياء ( محمود عبد الفتاح نصر ،1990 ) والدراسات الاجتماعية  ( محمد السيد عبد الرازق، 1993 ) واللغة العربية ( شاكر عبد العظيم محمد، 1993 ) والفنون التشكيلية والتربية الفنية ، والمهارات اليدوية والفنية ( عزة حلمى محمود 1987 ، ماجدة مصطفى السيد، 1990 ، يعقوب على غلوم، 1992 ، صفاء محمود جمال الدين، 1995 ) .

      ولقد اثبتت هذه الدراسات فعالية الطرق والأساليب والبرامج التى استخدمت فى تنمية الاستعدادات ، والقدرات الإبداعية .

      ولعل ماده التربية الفنية إحدى القنوات الأساسية فى عملية التربية ، فهى من أكثر المواد التى تتأثر بهذا العصر التكنولوجى المتطور وانعكاساته الفكرية ، ويتمثل هذا فى التوجه بالاهتمام بالفروق الفردية ، وتنمية التفكير ، والقدرات الإبداعية ، والثقافة البصرية ، وتشجيع الطريقة التجريبية فى اكتساب الخبرات ، والعمل على الاستفادة من تكنولوجيا العصر كلما أمكن ذلك ( فتح الباب عبد الحليم، 1984 ، 105 ،Chapman – 1978– 4 ) ولم تخط القدرة الفنية التشكيلية من حيث المفهوم ، والمكونات ، وطبيعة العوامل فيها ،وإجرائية البحث ، ووسائل القياس ، إلا بقدر ضئيل من الدراسات مقارنه بالكتابات النظرية والدراسات حول المجالات الفنية النفسية الأخرى .

      وقد أجمعت دراسات كل ممن ماير (Meier,1926)، ( فؤاد أبو حطب 1980 ، 397 ، 398 ) ومحمد عماد الدين إسماعيل ( 1959 )وجيلفورد (Guilford – 1957 – 64 ) وأحمد زكى صالح ( 1979 ) على أن القدرة الفنية التشكيلية ليست قدرة أحادية بل هى قدرة مركبة تحتوى على العديد من العوامل التى تحدد طبيعتها ، أو المفهوم العام للبنية العاملية لديناميكية هذه العوامل حيث  تم تحليل القدرة الفنية بمعناها الشمولى فى مجالات الفن التشكيلى ، والموسيقى ، والأداء التمثيلى والإيقاعى – إلى جانب الشكل والموضوع ، وقد احتوى جانب الشكل : القدرة على التذوق الفنى ، والقدرة على الإنتاج التى تحتوى على عوامل الطلاقه والمرونة والاصاله وإعادة التحديد وذاكرة الوحدات الفنية ، أما جانب الموضوع فقد أحتوى : عوامل إدراك الصيغ فى التصوير ، وعاملاً سمعياً فى الموسيقى ، وعاملاً مفصلياً حركياً فى الأداء الإيقاعى الحركى وعاملاً جمالياً لم يحدد كنهه .

      وتتداخل هذه العوامل التى تتصف بالعمومية بشكل غير واضح ، كما تحدد عوامل الإبداع بشكل عام العوامل التى تعتمد على الإنتاج .

      وفى دراسة عاملية للقدرة الفنية فى الفنون التشكيلية ، قام بها على محمد على المليجى ( 1982 ) حدد الإطار العام لطبيعة القدرة الفنية التشكيلية من حيث هى : مجموعة من اساليب الأداء التى تعمل فى إطار مستويات عقلية تنظيمية تتبع النموذج الهرمى عند "" بيرت "" والتى أمكن التحقق من وجودها بتطبيق مجموعة من الاختبارات مع استخدام منهج التحليل العاملى فى استخراج العوامل التى تدخل فى تكوين مستويات هذه القدرة .

      وقد توصل فى دراسته إلى أن القدرة الفنية التشكيلية تحتوى على مستويات أربعة تبدأ بالمستوى الحاسى حركى الذى يفضل تسميته ( المستوى الحسى الأول ) المتعلق بالمثيرات الصادرة عن البيئة المحيطة بالفرد ، والتى يستجيب لها بأبسط سلوك حركى ، ثم المستوى الإدراكى ويتضمن السرعة الإدراكيه ، والعلاقات المكانية والإغلاق ، وكذلك يتضمن المهارة اليدوية ، ثم المستوى الارتباطى ، ويحتوى على الإبداع بمتغيراته ، والتذكر ، ثم المستوى العلاقى حيث يوجد التذوق الجمالى .

      ومعلم الفن فى الحقيقة يستخدم تدريس الرسم لبناء الشخصية ونموها ، وإكسابها القدرة على التكيف الاجتماعى ، بل وتمكينها من عملية الاتزان النفسى ، معبرة عن الصحة النفسية للفرد ( محمود البسيونى، 1972 )."


انشء في: ثلاثاء 1 يناير 2013 18:46
Category:
مشاركة عبر