دراسة الظروف الجيوبيئية وتأثيرها على طبقات التصوير الجداري بمقابر جبل الموتى بواحة سيوة وطرق العلاج والصيانة تطبيقا على أحدى المقابر المختارة

عبد الحليم محمد كمال عبد الحليم السقا جامعة القاهرة كلية الآثار قسم ترميم الآثار دكتوراه 2008

ملخص الدراسة:

 من خلال الدراسة التاريخية والأثرية بالبحث يتضح أن جبل الموتى بواحة سيوة يحتوي علي أكثر من 600 مقبرة أو حفرة للدفن منحوتة بأحجار الجبل ، وأغلب هذه المقابر قد حفرت علي النمط اليوناني الروماني الذي هو عبارة عن فتحات مستطيلة تسمى فتحات لوكالي أو Loucali  ، ويحتوي الجبل أيضا علي أربعة مقابر ملونة وهي المقابر الرئيسية الهامة المنحوتة بالجبل وهي مقابر       ( سي آمون – ميسوايزيس – نبربا تحوت – التمساح ) ، ويعتبر أقدمها مقبرة نبرباتحوت والتي ترجع إلي الأسرة 26 من العصر الصاوي أو العصر المتأخر .

- تحتوي مقبرة نبرباتحوت بجبل الموتى بسيوة علي نمط من التصوير الجدراي النادر وهو أن اللوحة أو الصورة الجدارية بها قد نفذها الفنان بطريقة خاصة عبارة عن طبقتين فقط هي ( الحامل الحجري ثم طبقة التلوين ) بعد أن حدد الفنان الرسومات أو المناظر المراد تلوينها ونفذها علي الحائط ، بعكس غيرها من المقابر الاخري بنفس الجبل والتي نفذت علي النمط المتبع خلال هذا العصر والتي كانت الصورة الجدارية بها تتكون من ثلاث طبقات ( الحامل أو الحائط ثم طبقة الشيد ثم طبقة التلوين ) ، أي أن الصور الجدارية بهذه المقبرة نفذت بدون طبقة شيد وهي تدل علي براعة الفنان وتميزه خلال تلك الفترة .

- من خلال نتائج التحاليل بجهاز( IR ) لبعض عينات الألوان بمكونات الصور الجدارية بمقابر جبل الموتى بسيوة تم استنتاج أن طبقة التلوين قد نفذت بدون استخدام أو إضافة وسيط لوني ، أي أن الصور الجدارية بمقابر جبل الموتى بسيوة من المحتمل استخدام الفنان أسلوب الفريسكو في تنفيذها ، أي التلوين علي أرضية التصوير أو طبقة الشيد وهي مازالت طرية دون استخدام وسيط لوني .

- ومن خلال نتائج التحاليل بجهاز حيود الأشعة السينية ( XRD ) لعينات الحامل الحجري بمقابر جبل الموتى بسيوة تبين انه يتكون من الكالسيت كمكون أساسي بالاضافة إلي الدولوميت والانكريت والسيدريت والكوارتز والجبس كمكونات إضافية ، ولوحظ تواجد أكاسيد الحديد ( الهيماتيت ) ومعادن الطين كشوائب .

- أيضا من خلال نتائج دراسة وتحليل المعادن الطينية باحدي العينات الحجرية بمقابر جبل الموتي أتضح تواجد نسبة من المعادن الطينية الانتفاشية والتي تشكل خطورة في حالة تواجدها بأحجار وصخور المباني والمنشآت الأثرية ، وأهم المعادن الطينية التي وجدت بالعينة هي المونتموريللنيت الكاولينيت ومجموعة المعدن المختلطة ( السمكتيت والاليت ) .

- ومن خلال نتائج التحاليل بـ ( XRD ) كذلك لعينات طبقة الشيد بالصور الجدارية للمقابر ( موضوع الدراسة ) ، وجد أن طبقة الشيد بأغلب هذه المقابر تتكون من معدن الكالسيت كمكون أساسي لطبقة الشيد ، إلا انه ظهر ببعض العينات معدن الانهيدريت كمكون أساسي لطبقة الشيد ، ووجد أيضا معدن الكوارتز و الدولوميت والجبس والانكريت كمكونات أساسية ،  وأكاسيد الحديد والمعادن الطينية كشوائب .

 - ومن نتائج دراسة عينات مواد التلوين باستخدام الميكروسكوب الالكتروني بوحدة ( Eadx ) لعينتين من مواد التلوين ( عينة مادة ملونة حمراء وأخري سوداء ، كنموذج لمواد التلوين بمقابر جبل الموتي ، وتبين من التحليل أن مادة التلوين الحمراء عبارة عن المغرة الحمراء لأكسيد الحديديك أو معدن الهيماتيت ، والسوداء عبارة عن مسحوق الكربون .

- ومن خلال دراسة الخرائط الجيولوجية التكتونية لموقع الدراسة وكذلك من خلال بعض الظواهر الرئيسية مثل التشققات والصدوع نجد أنها تعتبر من المخاطر البيئية الهامة جدا والخطيرة والتي لها علاقة كبيرة بمظاهر التلف بمقابر الموقع الأثري ، وكذلك صلة قوية بتوزيع كميات المياة الأرضية بالواحة والتي تمثل من جانبها خطورة كبيرة وعامل من عوامل التلف لمحتويات المقابر الأثرية بالموقع الأثري بسبب درجة الملوحة الشديدة بهذه المياة .

- وأيضا ومن خلال نتائج الدراسة البتروجرافية باستخدام الميكروسكوب المستقطب ( PM ) للقطاعات الميكروسكوبية ( Thin Section ) للعينات الحجرية والتي تمثل الوحدات الرئيسية أو طبقات الصخور المكون منها جبل الموتى ، أتضح من خلال دراسة النسيج الصخري والحبيبات المعدنية لتلك العينات أن الحجر الجيري الذي يمثل الحامل الحجري لمقابر جبل الموتي عبارة عن حجر جيري مارلي يحتوي علي العديد من الحفريات البحرية Fossils والمعادن الطينية الانتفاشية والتي تضعف من مقاومته لعوامل وقوى التلف التي يتعرض لها وبالتالي يكون لقمة سائغة أمام تلك العوامل والتي أكثرها خطورة الصدوع والتشققات والمياة الأرضية المحتوية علي نسبة عالية من الأملاح الضارة .

- وتعتبر المياة الأرضية من المخاطر البيئية الطبيعية الهامة والخطيرة علي المقابر الأثرية بالموقع الأثري أيضا وذلك لارتفاع منسوب المياة الأرضية بجوار جبل الموتى وذلك لتواجد العيون الطبيعية بجوار وملاصقة للجبل والتي تتدفق منها المياة بشكل مستمر ودائم ، لذلك من خلال نتائج التحليل الكيميائي لبعض عينات المياة الأرضية من مصادر المياة المحيطة بالموقع الاثري نجد أن المياة الجوفية او المياة تحت الأرضية Sub Soil Waterتحتوي علي نسبة عالية من الأملاح الذائبة وهي أملاح ( االكلوريدات والكبريتات للصوديوم والبوتاسيوم والماغنيسيوم ) والتي تشكل خطرا كبيرا إذا ما تعرضت لها مكونات الصور الجدارية بمقابر الموقع الأثري .

- من خلال تقارير الأرصاد الجوية التي رصدت بالواحة خلال نصف قرن ، يعتبر التفاوت الكبير في معدلات درجات الحرارة اليومية والموسمية من المخاطر الهامة التي تعرض لها المقابر الأثرية بالموقع الأثري بما تحمله تلك المقابر من صور جدارية ملونة ، وذلك لما تحدثه تلك التغيرات المناخية وبصفة مستمرة من زيادة معدل التمدد والانكماش للمكونات المعدنية لطبقات الصور الجدارية وبالتالي زيادة معدل التلف والتدهور ، ونتيجة ارتفاع درجات الرطوبة النسبية التي تصل الي 30 % والتي تصاحبها الارتفاع الكبير في درجات الحرارة والتي تصل إلي اعلي من 40 ْ م قد يحدث تحول لبعض المعادن ( المكون الأساسي لطبقة الشيد ) مثل تحول الجبس إلي الانهيدريت ببعض طبقات الشيد بمقابر جبل الموتي بسيوة .

- ومن خلال تقارير الأرصاد الجوية لمنطقة واحة سيوة كذلك نجد أن معدل سرعة الرياح بالواحة قد يصل إلي 8 , 41 كم / ساعة في فصل الربيع والتي يكون لها تأثيراتها الضارة والمتلفة علي واجهات ومداخل المقابر الأثرية بالموقع الأثري ، ويزداد تأثير الرياح الضار علي المنشآت الأثرية والمقابر بما تحمله تلك الرياح من رمال والتي تعمل كمناشير أو كعامل نحر أو بري للحامل الحجري لواجهات ومداخل تلك المقابر خاصة إذا كان هذا الحامل الحجري يتكون من معادن ضعيفة المقاومة لمثل هذه الظروف .

- ومن خلال دراسة المخاطر البيئية علي الموقع الأثري وجد أن العامل البشري هو من أهم وأخطر العوامل البيئية المؤثرة في تلف وتدهور المقابر الأثرية الملونة بالموقع الأثري ( موضوع الدراسة ) ، وذلك للتعديات الكثيرة علي محتويات المقابر وأرضيات التصوير الملونة ، أيضا استخدام المقابر للسكن والمعيشة اليومية وبالتالي حدوث العديد من الأضرار الجسيمة للمقابر بكل محتوياتها من تلف للنقوش الملونة وتشويه وطمس لملامح الصور الجدارية بالإضافة لعامل التلف الناتج من استخدام الوقود الآدمي بداخل المقابر الأثرية .

- من خلال نتائج الدراسة بالميكروسكوب الالكتروني الماسح ( SEM ) لتقييم مواد التقوية المقترحة بالدراسة التجريبية لتقوية مكونات الصور الجدارية بمقابر جبل الموتي يمكن أن نستنتج ما يلي :

* أن أفضل المقويات المستخدمة في تقوية الحامل الحجري لمقابر جبل الموتى بسيوة هو   3% فاكر 100 )  OH ) المذاب في التراي كلورإيثيلين .

* أن أفضل المونات المستخدمة في ترميم واستكمال أرضيات الصور الجدارية بمقابر الموقع الأثري هي مونة مكونة من { 2 جير + 1 جبس + 1 رمل + 5 , 0 بودرة رخام + ماء ومقواة بـ 3% ايدوبوند 65 المذاب في الماء } .

* وأن أفضل المواد لتقوية الصور الجدارية بمقابر الموقع الأثري هي تقوية الصور الجدارية

 

 هي التقوية أو الحقن بـ ماء الجير Lime Water لطبقات الشيد التطبلة وغير الملونة واستخدمه في نطاق محدود ، أما الأسطح الجدارية الملونة فإن استخدام 3 % بارالويد ب 72 المذاب في التراي كلوروإيثيلين يعتبر من أفضل مواد التقوية .


انشء في: سبت 19 أغسطس 2017 14:08
Category:
مشاركة عبر