أثر بعض العوامل المحدِدَّة لاكتساب المعرفة الإدارية والفنية من الشريك الأجنبي في المشروعات المشتركة الدولية في مصر
محمد منير محمد الإسكندرية التجارة إدارة الأعمال دكتوراه 2006
ملخص رسالة للحصول على درجة دكتوراه الفلسفة فى إدارة الأعمال بعنوان :
أثر بعض العوامل المحدِدَّة لاكتساب المعرفة الإدارية والفنية
من الشريك الأجنبي فى المشروعات المشتركة الدولية فى مصر
مقدمة من الطالب
محمد منير محمد
تهتم هذه الدراسة بمناقشة العوامل التي تؤثر على اكتساب الشريك الوطني في المشروعات الدولية المشتركة للمعرفة الإدارية والفنية من الشريك الاجنبى . وتنطلق الدراسة من افتراض رئيسي مؤداه أن تكوين المشروعات المشتركة الدولية لا يضمن بالضرورة اكتساب الجانب الوطني للمعرفة التي يمتلكها الشريك الاجنبى. فالأمر يستلزم توافر عدد من الضمانات والترتيبات التنظيمية التي تشكل في مجموعها مناخاً داعماً للتعلم وتدفق المعرفة من الشريك الاجنبى إلى الشريك الوطني ، كان تكون هناك ثقافة تنظيمية تحث على التعلم وتدعمه، وأن تتاح الفرص للتفاعل المكثف بين مصدر المعرفة والباحث عنها ، وأن تتوافر الآليات المناسبة لنشر وتشغيل المعرفة . إلا إن المناخ الداعم للتعلم الذي قد يوفره المشروع المشترك الدولي لا يكفل في ذاته تحقيق هدف اكتساب المعرفة ما لم تكن لدى طرفى المشروع الرغبة والقدرة والاستعداد لاتمام التبادل المعرفي بينهما.
وبناءا على ما سبق فإن الدراسة الحالية تهدف إلى التعرف على العوامل التي تؤثر على قدرة المشروعات المشتركة الدولية المقامة فى مصر على اكتساب المعرفة الإدارية والفنية من الشريك الأجنبى ، وتقييم مدى اكتساب تلك المشروعات للمعرفة ، والتعرف على المعوقات والقيود التي تحول دون تدفق المعرفة من الشريك الاجنبى إلى الشريك الوطني ، واقتراح الحلول الملائمة لها.
وتستمد الدراسة الحالية أهميتها الأكاديمية من كونها تواكب أحد أبرز الاهتمامات البحثية التى شغلت الفكر الادارى العالمى فى السنوات الأخيرة . وتقدم إضافة إلى الأدبيات الإدارية العربية التي لم تمنح هذا الموضوع بعد القدر الكافى من الاهتمام . أما على المستوى العملي فإن الدراسة الحالية يمكن أن تخدم منظمات الأعمال المصرية التى تنشئ مشروعات مشتركة دولية وترغب فى دعم رصيدها المعرفى من خلال ذلك التعاون . كما يمكن أن تفيد كذلك صناع الاستراتيجيات والسياسات المتعلقة بجذب وتوجيه الاستثمارات الأجنبية المباشرة من حيث توضيح المردود القومى لاكتساب الشركات الوطنية للمعرفة من
وقد بلورت الدراسة عدد من الفروض المتعلقة بالعوامل المؤثرة على اكتساب المعرفة من الشريك الاجنبى فى المشروعات الدولية المشتركة ، وذلك بناءاً على تحليل الدراسات السابقة التي اهتمت بهذا الموضوع . وقد تم تصنيف فروض الدراسة إلى ثلاث مجموعات تبعاً لنوع المتغيرات التى تختبرها . حيث تتعلق المجموعة الأولى من الفروض بالمتغيرات ذات الصلة بالشريك الاجنبى وهى : ( 1 ) مدى استعداد الشركة الأم الأجنبية لنقل المعرفة ( 2 ) قدرة المدير الأجنبي على نقل المعرفة . أما المجموعة الثانية من الفروض فهي تتعلق بالمتغيرات ذات الصلة بالشريك الوطني كمتلقي للمعرفة وهى : ( 1 ) الطاقة الاستيعابية للمشروع المشترك (2 ) تبنى أهداف لاكتساب المعرفة والتعلم ( 3 ) وجود سياسات حوافز تربط بين العوائد والتعلم ( 4 ) مشاركة المديرين المحليين فى ممارسة الأنشطة الإدارية ( 5 ) استعداد المديرين والعاملين المحليين للتعلم (6 ) تدريب وتنمية الموارد البشرية . وقد تعلقت المجموعة الثالثة من الفروض بالمتغيرات ذات الصلة بالمناخ الداعم للتعلم وهى : ( 1 ) وجود ثقافة تنظيمية داعمة للتعلم ( 2 )نشر وتشغيل المعرفة المكتسبة (3 ) فرص التفاعل بين المديرين المحليين والأجانب داخل وخارج المشروع المشترك . وهذه المجموعات الثلاث من العوامل تمثل المتغيرات المستقلة فى الدراسة ، فى حين تتمثل المتغيرات التابعة فى : ( 1 ) المعرفة الإدارية المكتسبة ( 2 ) المعرفة الفنية المكتسبة . كما تم صياغة فرض أخير لاختبار العلاقة بين المعرفة المكتسبة سواء كانت إدارية أو فنية من ناحية ، وأداء المشروع المشترك من ناحية أخرى
وقد تم جمع البيانات المتعلقة بمتغيرات الدراسة المستقلة والتابعة باستخدام قوائم الاستقصاء التى تم الاستعانة بها فى الدراسات السابقة بعد أن قام الباحث بتعريبها وعرضها على عدد من المحكمين سواء من الأكاديميين المتخصصين أو من المديرين المتخصصين للوقوف على مدى صدق تعبيرها عن المتغيرات محل الدراسة . كما قام الباحث أيضا بإجراء اختبار مبدئي Pilot Study لقائمة الاستقصاء تطبيقا على عينة مصغرة من المشروعات المشتركة الدولية ، وذلك للتعرف على مدى ثباتها واتساقها الداخلي .
ويتمثل مجتمع الدراسة فى المشروعات المشتركة الدولية التى تعمل فى القطاع الصناعى ، والتى تبلغ قيمة مساهمة الشريك الاجنبى فى رأس مالها مليون جنيه أو أكثر. وقد بلغ عدد هذه المشروعات 176 مشروع ، وذلك طبقا للبيانات التى تم الحصول عليها من الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة وذلك بعد استبعاد المشروعات التى تقام مع شركاء ينتمون الى دول نامية . وقد تم الاتصال بهذه الشركات جميعها ووافقت 108 شركة منها على إجراء الدراسة بها . وقام الباحث بزيارة 65 شركة منها بغرض ملء قائمة الاستقصاء ، وإجراء مقابلة شخصية مع مديريها التنفيذيين . في حين تم إرسال 43 قائمة إلى بقية الشركات . وقد بلغ عدد القوائم الواردة بالبريد والصالحة للتحليل 8 قوائم . وبذلك تكون عينة الدراسة قد اشتملت على 73 شركة تعمل فى مجالات صناعية مختلفة مثل : الصناعات الكيماوية والهندسية والغذائية .
وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج المهمة التى يمكن أن نوجزها فيما يلى :
(1 ) هناك علاقة ايجابية بين المتغيرين المتعلقة بالشريك الاجنبى وهما : مدى استعداد الشركة الأم الأجنبية لنقل المعرفة ، وقدرة المدير الاجنبى على نقل المعرفة وإن كان أثر متغير استعداد الشركة الأم الأجنبية لنقل المعرفة هو الأكبر تأثيراً بالنسبة للمعرفة الإدارية المكتسبة فى حين كان متغير مقدرة الشريك الاجنبى على نقل المعرفة الفنية هو الأكبر تأثيرا بالنسبة للمعرفة الفنية المكتسبة .
( 2 ) هناك علاقة ايجابية بين جميع المتغيرات ذات الصلة بالشريك الوطني كمتلقي للمعرفة والمعرفة الإدارية والفنية المكتسبة ، باستثناء مشاركة المديرين المحليين فى صنع القرارات. وإن كان متغير التدريب هو أكثرها تأثيراً على المعرفة الإدارية المكتسبة . فى حين كانت متغيرات : وجود أهداف تعلم صريحة ، والمشاركة فى صنع القرارات ، والتدريب هى الأكثر تأثيراً على المعرفة الفنية المكتسبة .
(3 ) هناك علاقة ايجابية بين جميع المتغيرات ذات الصلة بالمناخ الداعم للتعلم . وإن كانت متغيرات نشر وتشغيل المعرفة المكتسبة، والتفاعل الخارجى والداخلى بين المديرين التابعين لكلا الشريكين هى الأكثر تأثيراً على المعرفة الإدارية المكتسبة. أما المتغيرات الأكثر تأثيراً على المعرفة الفنية المكتسبة فقد تمثلت فى الثقافة التنظيمية الداعمه للتعلم ، ونشر وتشغيل المعرفة المكتسبة والتفاعل الخارجى بين المديرين التابعين لكلا الشريكين.
وقد عرضت الدراسة فى النهاية لعدد من التوصيات التى يمكن أن تخدم صناع القرارات والمسئولين عن جذب وتوجيه الاستثمارات الأجنبية المباشرة على المستوى القومى فى الدولة المضيفة . كما قدمت أيضا عددا آخر من التوصيات التى يمكن أن تفيد المديرين فيما يتعلق باكتساب المعرفة والتعلم على مستوى المشروعات المشتركة الدولية . وأخيرا قدمت الدراسة عددا من المقترحات التى يمكن أن تكون محلاً لاهتمام البحوث المستقبلية ."